في خطوة مفاجئة، أعلن دويتشه بنك عن نيته تسريح 3500 موظف كجزء من استراتيجية أوسع لخفض التكاليف بمقدار 2.5 مليار يورو (2.7 مليار دولار أمريكي) خلال العام المقبل، وتزامن هذا الإعلان مع صدور أرقام الأرباح السنوية للبنك، والتي كشفت عن أرباح بلغت 4.2 مليار يورو (ما يعادل 4.5 مليار دولار أمريكي) خلال العام الماضي.
وعلى الرغم من هذا الربح الكبير، الذي يمثل العام الرابع على التوالي الذي يحقق فيه البنك ربحًا، فإن قرار البنك بتقليص حجم القوى العاملة لديه يثير الدهشة في الأوساط المالية، يبدو أن دويتشه بنك، أكبر بنك في ألمانيا، استفاد من الارتفاع العالمي في أسعار الفائدة، التي أدت إلى هامش ربح أكبر بين ما يدفعه البنك من فوائد وما يمكن أن يكسبه.
وفي الوقت الذي يخفض فيه عدد موظفيه، يسعى دويتشه بنك إلى تحسين شبكته التسويقية وتعزيز أنظمة وبرمجيات الحاسوب، كل ذلك في إطار جهود حثيثة لتقليل تكاليف التشغيل، والجدير بالذكر أنه من المتوقع أن تستهدف معظم عمليات التخفيض في الوظائف أدوارًا لا تتعلق بالتعامل المباشر مع العملاء، وأعرب الرئيس التنفيذي كريستيان سوينج عن رضاه عن أداء البنك، مؤكدا على مرونته الرائعة في بيئة اقتصادية مليئة بالتحديات، وأشار كذلك إلى أن البنك قام بتوسيع عملياته التجارية مع إظهار ربحية مستدامة.
تؤكد هذه الملاحظات التزام دويتشه بنك بالحفاظ على قدرته التنافسية وتحقيق الربحية في المشهد المالي دائم التطور، كما أظهرت الإيرادات السنوية لـ “دويتشه بنك” نمواً إيجابياً، حيث ارتفعت بنسبة 6.8% لتصل إلى 28.9 مليار يورو. وكجزء من جهوده البنك لمكافأة المساهمين، أعلن عن زيادة توزيعات الأرباح من 30 سنتاً للسهم الواحد إلى 45 سنتاً يورو للسهم الواحد، علاوة على ذلك، يخطط البنك لتعزيز قيمة المساهمين من خلال بدء برنامج إعادة شراء الأسهم، ومن المقرر إعادة شراء أسهم بقيمة 675 مليون يورو بحلول نهاية يونيو.